تمهيد لموضوع النيل
عندما طرح صديقى الدكتور أحمد فنديس أستاذ الجغرافيا البشرية بجامعة
القاهرة موضوعا بقاعة "القضايا السياسية" التى أتشرف بالإشراف عليها فى
منتدى أبناء مصر . وكان هذا الموضوع فى سبتمبر عام 2004 بعنوان "نهرالنيل .. بين
الأغانى والأمانى" .. اعتبرت موضوعه يمكن أن يكون مقدمة بليغة من عاشق للنيل لموضوع شامل
عن النيل يجب طرحه ، فسعيت إلى تطوير هذا الموضوع ليتناول واقع النيل الحالى
وماأصابه من إهمال وتلوث ، ولبيان المجاعة المائية التى بدأت تعانى مصر منها .. وكان هدف التطوير هو الدعوة إلى المشاركة الفعالة والإسهام
فى
دق أجراس الخطر ، علّها تصل إلى آذان الغافلين ، وذلك بغرض إيضاح أهمية الفهم الجماعى الوطنى والإنشغال بتلك القضية الحيوية التى يمكن
أن تهدد مستقبل الجيل الحالى والأجيال القادمة .
ورأيت أنه من الواجب خلق الوعى عند المواطن المصرى بواقع نيل مصر الحالى
وموارد مصر المائية ، لكى يتم استيعاب تداعيات هذا الواقع ، فيبدأ السعى الواعى
والفعال لتجنب صدمات المستقبل المتوقعة بالنسبة لحصة مصر المائية من ماء النيل
التى لم تعد حتى - دون تهديد بالنقصان - تلبى الحد الأدنى لإحتياجات سكان مصر..... .
وأرى أننا الآن فى أمس الحاجة إلى إعادة صياغة رؤية مستقبلية للوضع المائى
فى مصر ، ولعلاقة مصر بدول حوض النيل فى القارة الأفريقية على كافة المستويات والأنشطة .. وخاصة فى ظل تنامى
الوجود الصهيونى والأمريكى فى تلك القارة ، الذى يتزايد تأثيره مع الأيام مشكلا تهديدا
مباشرا على الأمن القومى المصرى لايمكن إنكاره .. وفى هذا المناخ والواقع الكئيب ،
يجب أن لاتكون مصر بمعزل عن قضايا تلك القارة ومشاكلها ، خاصة مايتعلق منها بقضايا الأمن
المائى وتدفق مياه النيل ، الذى يمثل شريان الحياة الأوحد للمصريين منذ بداية التاريخ .